الكلمة سلاح ذو حدين ...
وللأسف من بعد ثورة 2011 .. والشعب المصري كله فقد الإحساس بقيمة الكلمة التي
ينطقها .. أو يكتبها أون لاين ..
الناس أصبحت تبحث عن أي
كلمة "تريند" لتجني منها المال الوفير والربح السريع .. ومش مهم نتيجة
الكلمة اللي اتكتبت إيه .. ولا مهم مين حيزعل مين حيتضايق .. أو مين حيموت؟؟
وده اللي حصل بالظبط مع
رجل بسيط .. لا يملك المال الوفير ولا السلطان الواسع .. كل مشكلته إنه قرر يصلي
صلاة العيد وهو على راكب على عجلته .. كان خايف لو سابها جنبه تتسرق وميقدرش يقضي
مصالحه ولا مصالح بيته أو يتحرك من مكان لمكان ..
الحكاية
الراجل ده .. قرر إنه
يقف في صلاة العيد وهو راكب العجلة ... واتصادف مرور واحد قرر برضه إنه ميصليش
العيد ..
قام اللي مبيصليش ..
مصور الراجل اللي بيصلي على عجلته .. ونزلها على الإنترنت علشان يلم لايكات بصورة
راجل قرر يلم حسنات ..
وبعد ما نزلت الصورة على
الإنترنت .. انتشرت انتشار واسع .. ونالت السخرية من شباب الفيس بوك وانتقدوا
الراجل اللي بيصلي .. ونسيوا يسألوا الشاب .. إزاي صور واحد بيصلي وقت الصلاة ..
والمفترض إنه كان بيصلي هو كمان !!
ونقلا عن كلام الداعية المصري عبد الله رشدي، الخطيب بوزارة الأوقاف المصري، أن صلاة "رجل العجلة" صحيحة مائة بالمائة، وليس كما ادعى البعض بأنها باطلة، مبينًا أن من سخر من الرجل الكبير بالسن لا يعلمون أن صلاة العيد نافلة، وبالتالي يجوز للمسلم أن يُصلي جالسًا إما على كرسي أو دراجة، وله نصف الأجر.
وقال: هذا الرجل حصل على نصف الأجر، ومن يصلي قائمًا له الأجر
كله، وما فعله هذا الرجل هو أنه أدى صلاة عيده جالسًا، وهذا ليس حرامًا، أو عيبًا،
وكل ذلك لا يستدعي أن يتم السخرية والاستهزاء به، كما طالب بضرورة احترام الكبار،
من قبل جيل الشباب الحالي.
واستند في كلامه إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كان يُصلي السنن على دابته "الحمار أو البغل"،
وعندما يريد صلاة الفريضة يصليها قيامًا، وهذا الأمر مُتفق عليه في المذاهب
الأربعة.
المهم .. الصورة انتشرت
.. ونزلت في أكتر من موقع وسوشيال ميديا .. وناس كتير اتكلمت
وهنا .. بدأ التأثير
الفعلي لشر الكلمة ..
في يوم انتشار الصورة
الراجل فوجئ بتليفونات
كتير عليه .. وبدل ما كانت تليفونات معايدة .. بقت تليفونات بمشاكل وانتقادات كتير
ليه .. وهجوم من قرايب ومن الناس على السوشيال ميديا .. حتى إن الموضوع وصل لداخل
بيوت بناته ..
فجأة .. الراجل لقى نفسه
وسط صراع علشان يرد على منتقديه .. ويثبت صحة تفكيره وصحة اللي عمله (إن هو صلى
لله) .. وهجوم شرس من مجتمع معظمه لا يؤدي حق الله في الكلمة .. لا الصلاة فقط ..
بنات الراجل متأكدين من
صحة اللي عمله والدهم .. ووقفوا في وش منتقديهم ..
منهم واحدة .. اضطرت
إنها تواجه زوجها ضد تريقته على والدها .. فوصل الموضوع إنها هجرت بيتها .. وراحت
لبيت والدها .. مع أنباء عن طلاقها ..
وحاولوا البنات جاهدين
إنهم يقنعوا المسئول عن صفحة "المحلة اليوم" إنه يحذف البوست أو ينزل إعتذار أو أي حاجة ترجع
للراجل وقاره اللي اتهان .. أو جزء من كرامته اللي أصبحته مرمى نيران كل من له
كيان ومالوش ... لكن دون جدوى .......
نتيجة نشر الصورة
طبقًا للبيانات المؤكدة
.. الراجل الكبير .. تحت ضغط الهجوم العنيف من العيال الصغيرين .. تعرض لأزمة قلبية
.. لإنه مستحملش الإهانة اللي بعد العمر ده كله اتعرضلها .. لمجرد إنه قرر يصلي
ولا استحمل المشاكل اللي
حصلت مع بناته ... وأهل بيته .. نتيجة صلاته ..
وبعد ما دخل المستشفى ..
انتشر خبر وفاته نتيجة الأزمة القلبية اللي اتعرض لها ...
ومن هنا .. ممكن نفصل
الموضوع ببساطة ..
1- راجل بسيط قرر يصلي .. وخاف على عجلته .. فصلى وهو راكب
عليها.
2- عيل قرر إنه ميصليش .. ويدور على حاجة تعمل تريند .. صور
الراجل اللي بيصلي.
3- الصورة تنتشر .. وتعمل تريند.
4- مسئول صفحة "المحلة اليوم" يعمل بلوك لبنات
الراجل علشان يحافظ على التريند.
5- بنات الراجل يواجهوا مشاكل في بيوتهم .. مع خبر طلاق
واحدة منهم.
6- الراجل تجيله أزمة قلبية .. ويدخل بسببها المستشفى.
7- خبر وفاة الراجل اللي صلى.
وهنا السؤال ....
هل يستحمل صاحب الصورة
الأصلي وأول واحد حطها على السوشيال ميديا كمية الذنوب اللي اطحت عليه في مجرد 3
أيام ؟؟؟